جدول المحتويات
وسائل حماية حقوق الملكية الفكرية
إن مصطلح الملكية الفكرية مصطلح واسع، ويمكن وصفها بأنها حقوق ملكية معنوية وغير ملموسة تقع على إبداعات العقل البشري، مثل الاختراعات والأعمال الأدبية والفنية والتصاميم والرموز، وكذلك الأسماء والصور المستخدمة في الأعمال التجارية. ويوفر القانون وسائل عديدة لحماية حقوق الملكية الفكرية، وذلك من خلال براءات الاختراع وحق المؤلف والعلامات التجارية وحقوق التصميم وغيرها.
والحق في الملكية الفكرية هو حق معنوي يتكون من شقين مثله في ذلك مثل سائر الحقوق المعنوية، شق أدبي يتمثل في حق الشخص في أن تنسب إليه أفكاره، وأن يكون له حق التصرف فيها بأي وجه من أوجه التصرفات المباحة قانوناً. وشق مادي وهو ما يتمثل في الاستفادة المالية التي تعود على صاحب الحق من ممارسته لهذا الحق.
كما تنقسم الحقوق المعنوية بدورها إلى ثلاثة أنواع هي:
- حق الملكية الأدبية والفنية، ويتمثل في حق المؤلف على إنتاجه الذهني،
- حق الملكية الصناعية ويرد هذا الحق على المبتكرات الجديدة في مجال الصناعة ويشمل براءة الاختراع والعلامات التجارية والاسم التجاري.
- حق الملكية التجارية وهو ما للتاجر من حق على محله التجاري.
وتتمثل أهمية حماية حقوق الملكية الفكرية في كونها تشجع الابتكار والإبداع. وذلك من خلال منح المخترعين والمبدعين حقوقاً حصرية لإبداعاتهم، كما تتيح لهم حقوق الملكية الفكرية الاستفادة من عملهم واسترداد استثماراتهم في البحث والتطوير. وهو ما يؤدي بدوره إلى منتجات وخدمات جديدة تفيد المجتمع ككل.
التنظيم القانوني لحقوق الملكية الفكرية
وفيما يتعلق بالتنظيم القانوني لحقوق الملكية الفكرية، ينظم القانون المصري رقم 82 لسنة 2002 وتعديلاته الصادرة في 5 سبتمبر عام 2020 الأحكام المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية في مصر. أما فيما يتعلق بالتنظيم القانوني الدولي لحقوق الملكية الفكرية، فقد نظمته العديد من الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية باريس 1883، وكلاً من اتفاقية مدريد للتسجيل الدولي للعلامات ومعاهدة مدريد في شأن قمع بيانات المصدر1891، اتفاقية لاهاي في شأن الإيداع الدولي للرسوم والنماذج الصناعية 1952، اتفاقية واشنجتن في شأن حماية الدوائر المتكاملة 1989، اتفاقية قانون العلامات (T.L.T) 1994 وغيرها. وتعد من أهم الاتفاقيات الدولية اتفاقية استوكهولم 1967 والتي تم بمقتضاها إنشاء المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، واتفاقية الجات وحقوق الملكية الصناعية والتي حلت محلها منظمة التجارة الدولية، كما تولدت عنها اتفاقية التربس (TRIPs) والتي تمثل أهم الاتفاقيات الدولية في مجال حماية الملكية الفكرية والتي قامت مصر بالانضمام إليها عام 1995
ونناقش فيما يلي أنواع الملكية الفكرية ووسائل حمايتها.
أولاً: أنواع حقوق الملكية الفكرية
تشمل حقوق الملكية الفكرية أربعة أنواع رئيسية هي، براءات الاختراع والعلامات التجارية وحق المؤلف والأسرار التجارية. وغالباً ما يستخدم أصحاب الملكية الفكرية أكثر من نوع واحد من قوانين الملكية الفكرية لحماية نفس الأصول غير المادية. فعلى سبيل المثال، تحمي التنظيمات التشريعية للعلامات التجارية اسم المنتج، بينما تحمي التنظيمات التشريعية المتعلقة بحقوق النشر شعاره.
وفيما يلي نتناول بشئ من التفصيل الأربعة أنواع الرئيسية لحقوق الملكية الفكرية:
- براءة الاختراع: تُمنح شهادة براءة الاختراع للمخترع من قِبل الجهات الرسمية في الدولة، مما يمنح المخترع الحق في منع الآخرين من صنع الاختراع أو استخدامه أو بيعه دون إذنٍ منه، وذلك لفترة محددة حسب القوانين الداخلية لكل دولة ولكنها قد تصل إلى 20 سنة كحد أقصى اعتباراً من تاريخ إيداع الطلب يتاح بعدها الاختراع للملك العام للاستفادة منه، وعندما تُمنح براءة الاختراع، يصبح الاختراع ملكاً للمخترع، فيجوز للمخترع التصرف فيه عن طريق بيعه أو تأجيره أو التصرف فيه بأي طريقة من طرق التصرف الجائزة قانوناً مثل أي شكل آخر من أشكال الممتلكات أو الأصول التجارية. كما أن براءات الاختراع هي حقوق إقليمية، وهو ما يعني أنها تسري فقط ويحتج بها داخل حدود الدولة التي مُنحت فيها.
وتشمل الحماية القانونية لبراءة الاختراع ما يتم التوصل إليه أو اختراعه من الأجهزة أو المواد أو الأساليب أو العمليات. وحتى يحصل اختراع ما على براءة اختراع لابد من أن تتوافر فيه الشروط التالية:
- أن يكون جديداً.
- أن يكون مفيداً.
- أن يكون مُبتكراً. بحيث يكون مختلفاً بشكلٍ كافٍ عما قد يتشابه معه مما هو موجود بالفعل.
- أن تكون طريقة صنعه مناسبة.
- العلامة التجارية: هي علامة تقوم بتمييز سلع أو خدمات مؤسسة ما عن تلك الخاصة بالمؤسسات الأخرى. وتختلف مدة سريان الحماية على العلامة التجارية حسب قانون كل دولة، ولكنها قد تصل إلى 10 سنوات يمكن التجديد بدون حدود بعد انقضائها مقابل رسوم إضافية. وكما هو الحال مع براءة الاختراع، فالعلامة التجارية تُعد حق إقليمي مُقيد بحدود الدولة التي منحته.
- حق المؤلف: هي أحد حقوق الملكية الفكرية التي تحمي الأعمال الفنية والأدبية الأصلية، بما في ذلك اللوحات والصور الفوتوغرافية والرسوم التوضيحية والتركيبات الموسيقية والتسجيلات الصوتية والكتب والقصائد ومنشورات المدونات والأفلام والأعمال المعمارية والمسرحيات .. إلخ.
وغالبا ما تكون شركة ما هي مالكة حق المؤلف وذلك في حالة إذا تم إنشاء العنصر محل الحق كأحد عناصر العمل وكان ذلك مقابل أجر. ويتفق حق المؤلف مع كلاً من براءة الاختراع والعلامة التجارية في كونها حق إقليمي، بمعنى أنه مقيد بحدود الدولة التي مُنح فيها.
- الأسرار التجارية: هي حقوق الملكية الفكرية على المعلومات السرية التي تمتلكها الشركات، والتي تمنحها ميزة تنافسية على منافسيها. وتشمل الأسرار التجارية المعلومات التي تخص العملاء والموردين والتصنيع والتصميم والتسويق والتوزيع وغيرها من المعلومات التي تساعد الشركة على تحقيق أرباح والحفاظ على مكانتها في السوق.
ولكي يعد أمر ما سراً تجارياً، لابد من أن تتوافر فيه الشروط التالية:
- أن يكون ذا قيمة تجارية.
- أن يكون معروفاً من قِبل مجموعة محدودة من الأفراد.
- أن يخضع للخطوات المعقولة التي يتخذها المالك الشرعي للمعلومات للحفاظ على سريتها، بما في ذلك استخدام اتفاقيات السرية لشركاء العمل والموظفين.
وتظل الأسرار التجارية محلاً للحماية طالما كانت تتصف بالأهمية والسرية الموجبة لحمايتها حيث يمكن أن تكون المعلومات المحمية استراتيجية ومهمة على المدى الطويل، مثل الأسرار الخاصة بالوصفات أو المركبات الكيميائية، أو لفترات أقصر، مثل نتائج دراسة تسويقية أو اسم علامة تجارية أو سعر وتاريخ إطلاق منتج جديد أو السعر المعروض ضمن إجراءات تقديم العطاءات.
ثانياً: وسائل حماية حقوق الملكية الفكرية
إن حماية الملكية الفكرية هي أمر حيوي وضروري لاستمرار الإبداع والابتكار في العالم. ويمكن للأفراد والشركات حماية حقوق الملكية الفكرية باتباع الخطوات التالية:
- التسجيل في مكاتب البراءات والعلامات التجارية وحقوق النشر: فيجب على أصحاب الملكية الفكرية التسجيل في مكاتب البراءات والعلامات التجارية وحقوق النشر الموجودة في كل الدول لحماية حقوقهم القانونية.
- استخدام عقود واتفاقيات الالتزام بالسرية: يمكن لأصحاب الملكية الفكرية استخدام عقود الالتزام بالسرية والاتفاقيات المتعلقة بالملكية الفكرية لمنع الوصول غير المصرح به إلى المعلومات السرية.
- التدريب والتوعية: يجب على الشركات والمؤسسات تقديم برامج ودورات تدريبية حول أهمية حماية الملكية الفكرية والتوعية بأساليب الحماية والتعامل مع الانتهاكات.
- تجنب الملكية المشتركة: يُفضل محاولة تجنب الملكية المشتركة للملكية الفكرية. حيث تخلق الملكية المشتركة مشاكل في وقت لاحق قد تجعل من الصعب حمايتها، مما يضر بجميع الأطراف المعنية.
- الاهتمام بالحماية الرقمية للملكية الفكرية: وذلك عن طريق استخدام الوسائل الرقمية والإلكترونية المتعددة مثل وحدات التخزين المتنقلة (USB) وتطبيقات الحماية من المواقع الإلكترونية غير الآمنة وتقنيات إدارة الحقوق الرقمية (Digital Rights Management (DRM))، فغالبا ما تطبق شركات البرمجيات تقنيات حديثة مثل تطبيقات إدارة الحقوق الرقمية لمنع مشاركة الملفات غير المصرح بمشاركتها.
وبشكلٍ عام، يتطلب حماية حقوق الملكية الفكرية الامتثال للقوانين والتنظيمات، والتدريب والتوعية، واتخاذ إجراءات قانونية فعالة للحفاظ على الحقوق القانونية. ويمكن الحصول على مزيد من المعلومات والمساعدة من خلال التواصل مع مكاتب البراءات والعلامات التجارية وحقوق النشر وكذلك المحامين المتخصصين في حماية الملكية الفكرية.
خاتمة:
خلاصة القول، تعد حماية حقوق الملكية الفكرية أمراً بالغ الأهمية لتعزيز الابتكار والإبداع. كما تعمل على تقديم صمانات للأفراد والمؤسسات أصحاب الملكية الفكرية لحقهم في التحكم والاستفادة من إبداعاتهم واختراعاتهم ومعلوماتهم السرية. وتوفر التنظيمات التشريعية المحلية والدولية الحماية المطلوبة لحقوق الملكية الفكرية، مثل براءات الاختراع والعلامات التجارية وحقوق التأليف والنشر والأسرار التجارية، الحماية القانونية للمبدعين والمبتكرين، مما يشجعهم على الاستثمار في البحث والتطوير. وتتطلب الحماية الفعالة للملكية الفكرية، الامتثال للإجراءات التي تنص عليها القوانين واللوائح من خلال التسجيل في مكاتب البراءات والعلامات التجارية وحقوق النشر، واستخدام عقود واتفاقيات الالتزام بالسرية المتعلقة بالملكية الفكرية إلى جانب جهود التدريب والتوعية وتجنب الملكية المشتركة، فضلاً عن استخدام الوسائل التقنية والرقمية الحديثة لحماية حقوق الملكية الفكرية.
كما تقدم شركة شورى للمحاماة والإستشارات القانونية خدمة تسجيل براءات الاختراع والملكيَّة الفكريَّة والعلامات التجاريَّة
للاستفسار اضغط على الرقم للتواصل عبر الواتساب